هل توقفت الأسهم فجأة عن الشراء؟ قد يكون ذلك بسبب دخولك إلى "منطقة الحظر التجارية"

هل مررت بموقف محرج كهذا؟ الأسهم التي تتوقع ارتفاعها بشكل مذهل، وتضاعف سعرها خلال شهر واحد، وتفكر في الدخول للمشاركة، وفجأة تكتشف أن تنفيذ الأوامر بطيء جدًا، وأن التمويل والاقتراض موقوفان. والأكثر غرابة، أن أصدقائك الذين يداولون الأسهم يمكنهم إتمام الصفقات بسهولة، بينما طلبك فقط “معلق”. في هذه الحالة، لا تتسرع في البيع على المكشوف، فمن المحتمل أن يكون هدفك قد تم إدراجه ضمن قائمة المراقبة الخاصة بمؤسسة سوق الأوراق المالية التايوانية — والمعروفة باسم الأسهم التي يمكن التعامل معها ولكن بصعوبة، أي أن السوق يقول إن شراءها ممكن، لكن التنفيذ غير مريح.

الحالة غير الطبيعية في التداول تؤدي إلى “غرفة الحجز”

ما هي الأسهم المعالجة؟ ببساطة، هي الأسهم التي تظهر أداء تداول غير طبيعي، ويتم إدراجها في “قائمة المراقبة” لمؤسسة سوق الأوراق المالية التايوانية. والتعريف غير الطبيعي واسع النطاق: ارتفاع أو هبوط مفاجئ على المدى القصير، حجم تداول مفاجئ، معدل دوران مرتفع بشكل غير معقول، كل ذلك يثير إنذارات الجهات الرقابية.

تتبنى مؤسسة سوق الأوراق المالية التايوانية نظام “الإنذار التصنيفي”، كأنه يضع نظام إشارات مرورية على الأسهم. فالسهم يدخل أولاً في مرحلة “الأسهم التي يجب الانتباه لها”، وهي حالة إشارة صفراء — يُذكر المستثمرون بالمخاطر، لكن طريقة التداول تظل كما هي. وإذا استمرت الأسهم في التصرف بشكل غير طبيعي خلال مرحلة الانتباه، وحقق ذلك معايير غير طبيعية لعدة أيام تداول متتالية، يتم ترقيتها إلى “أسهم التحذير”، وأخيرًا تدخل في المنطقة الحمراء من “الأسهم المعالجة”.

عند دخولها قائمة الأسهم المعالجة، تتغير طريقة التداول بشكل كبير. مقارنة بالأسهم العادية، يمكن شراء الأسهم المعالجة، لكن القيود تكون مشابهة للسجن.

درجتان من المعالجة، وشدة القيود تختلف

بعد دخول الأسهم المعالجة، تقوم الجهات الرقابية بتقسيمها إلى درجتين حسب مدى غير الطبيعي.

الدرجة الأولى من المعالجة هي مرحلة السيطرة الأولية. يتغير تداول الأسهم من التنفيذ الفوري إلى التوافق كل 5 دقائق، كأنه ضغط على زر إيقاف مؤقت لتهدئة السوق. إذا تجاوزت عملية شراء واحدة أكثر من 10 عقود أو تراكمت عمليات الشراء لأكثر من 30 عقدًا، يجب على المستثمر أن يودع الأموال أولاً في النظام (ويعرف بـ “تداول الحجز”)، حيث يتم تجميد الأموال مباشرة من حساب البنك لضمان عدم وجود خطأ. وفي الوقت نفسه، يتم حظر التمويل والاقتراض بشكل كامل، ولا يمكن اقتراض أموال للمضاربة.

الدرجة الثانية من المعالجة تعني أن الحالة أكثر خطورة. ينخفض تكرار التداول إلى مرة كل 20 دقيقة، ويجب أن تتم جميع العمليات باستخدام نظام الحجز، سواء كنت تشتري عقدًا واحدًا أو مئة عقد. غالبًا ما تؤدي هذه الإجراءات الصارمة إلى تقليل حجم التداول إلى النصف، وتختفي سيولة السهم فجأة، ويصبح الدخول والخروج منه يتطلب الانتظار في طابور.

عادةً، تبقى الأسهم المعالجة في القائمة لمدة 10 أيام عمل. لكن إذا حدث خلال هذه الفترة أن تم إلغاء أكثر من 60% من حجم التداول اليومي، فإن الجهات الرقابية تعتبر أن السوق لا يزال يضارب، ويتم تمديد فترة المعالجة إلى 12 يوم عمل.

مقارنة بأسلوب الدفع T+2 للأسهم العادية، فإن الأسهم المعالجة يمكن شراؤها، لكن يتطلب الدفع بالكامل مسبقًا، مما يزيد من تكلفة المتداولين على المدى القصير. يمكن شراء الأسهم المعالجة، لكن سهولة البيع والشراء تنخفض بشكل واضح — وهذه هي الثمن الذي يدفعه المشاركون في السوق.

حالات واقعية: نفس الدخول إلى منطقة الحظر، ونتائج مختلفة تمامًا

يمكن شراء الأسهم المعالجة، لكن ما هو مستقبلها؟ من خلال الحالات السابقة، يتضح أن الفروقات هائلة.

شركة ويفي إلكترونيكس (6756) في منتصف 2021 تم إدراجها ضمن الأسهم المعالجة بسبب ارتفاعها المفرط. رغم أن التداول كان محدودًا، إلا أن حماس السهم لم يتراجع، بل دخلت في المرحلة الثانية من المعالجة. في ظل القيود الشديدة، ارتفع سعر السهم بنسبة 24%، وأصبح مثالًا على الأسهم المقيدة لكنها لا تزال تحقق أرباحًا.

وفي المقابل، قصة سهم يانمينغ (2609) كانت معاكسة تمامًا. دخل ضمن الأسهم المعالجة لنفس السبب، وبدا أن مستقبله واعد، لكن خلال أسابيع قليلة، انهارت أسعاره بشكل مفاجئ، وتجاوزت نسبة الهبوط الحد المسموح، وأُدرج مرة أخرى ضمن الأسهم المعالجة، ودخل في فترة طويلة من الركود. هكذا، كانت مصائر السهمين مختلفة تمامًا.

هل يمكن شراء الأسهم المعالجة؟ فكر جيدًا قبل اتخاذ القرار

الإجابة نعم — يمكن شراء الأسهم المعالجة، ولا يوجد قانون يمنع ذلك. لكن، يجب أن تكون حذرًا عند التنفيذ.

عند إدراج سهم ضمن الأسهم المعالجة، بسبب انخفاض تكرار التوافق وقيود نظام الحجز، غالبًا ما يتراجع حجم التداول بشكل كبير، وتصبح السيولة ضعيفة. في مثل هذه الحالة، عادةً لا يُنصح المستثمرون العاديون بالمبادرة، خاصة إذا كان السوق بشكل عام ثابتًا ويحتوي على العديد من الأصول ذات السيولة الكافية. ضعف السيولة يزيد من تكاليف الاحتفاظ، ويجعل المتداولين على المدى القصير يواجهون صعوبة في الدخول والخروج، مما يزيد من تكاليف التداول.

لكن هناك قول مأثور في السوق: “الأسهم المعالجة كلما زادت، زادت الفرصة للانتعاش”، بمعنى أن الأسهم التي تم تقييدها ثم أُفرج عنها قد تشهد ارتفاعًا انتقاميًا. وغالبًا ما يحدث ذلك عندما يكون خلال فترة التقييد استقرار في الأسهم، وتكون حركة رأس المال واضحة (لأنه لا يمكن التمويل والاقتراض، وتكون عمليات الشراء والبيع نظيفة). وعندما يُرفع الحظر، قد تنطلق موجة ارتفاع مكبوتة.

لكن، لا توجد فرص مضمونة، وإنما هناك قيمة نسبية. يجب أن يعتمد قرار شراء الأسهم المعالجة على الشركة نفسها. فالسهم المعالج هو مجرد حالة مؤقتة من أداء غير طبيعي، ويعكس تقلبات السوق، وليس جودة الشركة.

من الناحية الأساسية: هل أنشطة الشركة الأساسية مستقرة؟ هل البيانات المالية سليمة؟ هل مؤشرات النمو مثل الإيرادات، وهوامش الربح، وصافي الأرباح تتجه للأفضل؟ هذه العوامل هي التي تحدد القيمة على المدى الطويل.

من ناحية الحصص: خلال فترة المعالجة، لا يمكن التمويل والاقتراض، وتكون حركة رأس المال واضحة جدًا. يمكن للمستثمرين مراقبة تدفقات المؤسسات الكبرى بعد التداول، ومعرفة ما إذا كانت تواصل الشراء، وعدد الأيام التي تستمر فيها عمليات الشراء. إذا استمرت المؤسسات في الشراء خلال فترة المعالجة، فهذه إشارة إيجابية.

وفي الممارسة، هناك حيلة لتجنب الأخطاء: تحقق مما إذا كان السهم يتداول بشكل أفقي خلال فترة المعالجة. إذا كان كذلك، فانتظر حتى تنتهي فترة الحظر ويبدأ الانتعاش. وإذا بدأ السهم في الانخفاض بشكل كبير خلال المعالجة، فمن الأفضل التراجع وعدم محاولة الشراء بسعر منخفض. كما ينبغي فحص ما إذا كانت القيمة الحالية للسهم منخفضة حقًا، وإذا كنت تعتقد أنه مقيم بأقل من قيمته، يمكنك استغلال فترة المعالجة التي تسمح بالشراء ولكن مع ضعف الشعبية، والانتظار حتى يتم الإفراج عنه.

هل يمكن الاحتفاظ بالأسهم المعالجة على المدى الطويل؟ إليك النقاط التي يجب مراعاتها

هل يمكن شراء الأسهم المعالجة والاحتفاظ بها على المدى الطويل؟ الجواب يختلف من شخص لآخر.

أولاً، يجب الاعتراف أن مخاطر الأسهم المعالجة أعلى من الأسهم العادية. فالسلوك غير الطبيعي في التداول غالبًا ما يشير إلى مشاكل محتملة — قد تكون إدارة الشركة غير مستقرة، أو وضعها المالي سيء، أو أنها تتعرض لمضاربة سوقية شرسة. والاحتفاظ بها على المدى الطويل يزيد من المخاطر.

ثانيًا، يجب النظر إلى البيئة العامة. إذا كان السوق في اتجاه هبوطي أو الاقتصاد يتجه نحو الانكماش، فإن الأسهم المعالجة ستتضرر أكثر. أما إذا كان السوق في وضع تصاعدي والاقتصاد جيد، فقد ترتفع الأسهم المعالجة بعد الإفراج عنها.

وأخيرًا، على المستثمر أن يقيم قدرته على تحمل المخاطر. من يتحمل المخاطر العالية يمكنه، إذا كانت أساسيات الشركة مستقرة، أن يحتفظ بها على المدى الطويل، ويراهن على انتعاش بعد الإفراج. أما المستثمر المحافظ، فمن الأفضل أن يبتعد عنها.

ومن الجدير بالذكر، أن المستثمرين على المدى الطويل يمكنهم شراء الأسهم المعالجة والاحتفاظ بها، لأن زيادة مدة التوافق والقيود على التداول تؤثر بشكل محدود على من لا يغير مراكزهم. بل، غالبًا ما تفرض الجهات الرقابية الإفصاح المنتظم عن البيانات المالية، مما يساعد المستثمرين على فهم أوضاع الشركات بشكل أدق، واتخاذ قرارات طويلة الأمد.

وفي النهاية، بدلاً من الجدال حول إمكانية شراء الأسهم المعالجة، اسأل نفسك: هل تثق في هذه الشركة؟ إذا كانت الإجابة نعم، فإن أمر المعالجة لا يغير من قيمتها على المدى الطويل.

شاهد النسخة الأصلية
قد تحتوي هذه الصفحة على محتوى من جهات خارجية، يتم تقديمه لأغراض إعلامية فقط (وليس كإقرارات/ضمانات)، ولا ينبغي اعتباره موافقة على آرائه من قبل Gate، ولا بمثابة نصيحة مالية أو مهنية. انظر إلى إخلاء المسؤولية للحصول على التفاصيل.
  • أعجبني
  • تعليق
  • إعادة النشر
  • مشاركة
تعليق
0/400
لا توجد تعليقات
  • Gate Fun الساخن

    عرض المزيد
  • القيمة السوقية:$3.54Kعدد الحائزين:1
    0.00%
  • القيمة السوقية:$3.52Kعدد الحائزين:2
    0.00%
  • القيمة السوقية:$3.59Kعدد الحائزين:2
    0.29%
  • القيمة السوقية:$3.5Kعدد الحائزين:1
    0.00%
  • القيمة السوقية:$3.55Kعدد الحائزين:2
    0.00%
  • تثبيت